بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “Neurology” أن الأرق المزمن يزيد بشكل ملحوظ من خطر التدهور المعرفي والخرف لدى كبار السن. وأوضحت الدراسة أن الأفراد الذين يعانون من مشكلات نوم مستمرة يواجهون احتمالًا أعلى بنسبة 40% للإصابة بالخرف أو بضعف الإدراك البسيط مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من هذه المشكلات. وربط الباحثون بين سوء النوم وتسارع شيخوخة الدماغ، حيث رصدوا تغيرات في بنيته وارتفاع مؤشرات مرتبطة بمرض ألزهايمر.
ما هو الأرق المزمن؟
يُعرّف الأرق المزمن بأنه صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه ثلاث ليالٍ على الأقل في الأسبوع ولمدة تتجاوز ثلاثة أشهر. وعلى عكس الليالي المضطربة العرضية، يمكن أن يقود الأرق المزمن إلى عواقب صحية طويلة الأمد تشمل زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والاكتئاب، وأمراض القلب، والاضطرابات التنكسية العصبية.
وأكدت الدراسة أن اضطرابات النوم لدى كبار السن ليست مسألة مرتبطة بالعمر فحسب، بل تمثل مشكلة صحية خطيرة تستوجب الاهتمام.
تأثير الأرق على الدماغ
رصد الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من الأرق المزمن أظهروا زيادات في كثافة المادة البيضاء الدماغية وارتفاعًا في صفائح بيتا-أميلويد، وهما علامتان بارزتان للخرف ومرض ألزهايمر.
وأشارت النتائج إلى أن فقدان النوم يمكن أن يسرّع شيخوخة الدماغ بمعدل يقدَّر بنحو 3.5 سنوات. ويرى الخبراء أن الأرق يؤثر في القدرات الإدراكية عبر مسارات متعددة، منها صحة الأوعية الدموية الدماغية وتراكم الأميلويد.
استراتيجيات العلاج والوقاية
أكدت الدراسة أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) يظل الخيار الأكثر فاعلية لمعالجة مشكلات النوم المزمنة. ويوصي خبراء الصحة بدمج تقييمات النوم ضمن الفحوص الطبية الروتينية، خصوصًا لكبار السن.
كما تُعدّ التدخلات الحياتية مثل الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم، إدارة التوتر، وتجنّب المنبهات قبل النوم وسائل فعّالة لدعم الصحة الإدراكية على المدى الطويل.
خلصت الدراسة إلى أن فقدان النوم المزمن ليس مجرد إزعاج بسيط، بل يمثل مشكلة صحية ذات آثار ملموسة على الدماغ. وأكدت أن إعطاء الأولوية للنوم العميق قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف والحفاظ على القدرات المعرفية في مراحل متقدمة من العمر.
Leave a Reply