في ثورة طبية.. فرنسا تتيح رسميًا اختبار اللعاب لتشخيص التهاب بطانة الرحم المهاجرة


يمثل توفير اختبار اللعاب كوسيلة تشخيصية لمرض التهاب بطانة الرحم المهاجرة نقلة نوعية في رعاية المصابات به، اذ بات هذا الفحص متاحًا في 80 مستشفى فرنسيًا، مما يعزز فرص التشخيص المبكر لهذا المرض الذي تعاني منه نحو مليوني امرأة في فرنسا، أي واحدة من كل عشر نساء.

اعلان

وعلى الرغم من الانتشار الواسع للمرض، غالبًا ما يتأخر التشخيص لسنوات بسبب تداخل الأعراض وغياب وسائل الكشف المبكر. ويهدف هذا الابتكار إلى تسريع التشخيص وتحسين الرعاية الطبية.

واعتبارًا من الثلاثاء 11 شباط/ فبراير، ستتاح الفرصة لحوالي 25 ألف امرأة فوق سن 18 عامًا، يشتبه في إصابتهن بالتهاب بطانة الرحم المهاجرة، لإجراء اختبار اللعاب التشخيصي، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفرنسية. وسيتم توفير هذه الاختبارات في عدد من المستشفيات، من بينها مستشفى سان جوزيف في باريس. 

ويعدّ الاختبار، الذي يعتمد على عينة من اللعاب وتظهر نتائجه في غضون 10 أيام، يُعد وسيلة غير جراحية تتيح الكشف عن المرض حتى قبل أن يصبح مرئيًا عبر الفحوصات التصويرية أو التدخلات الجراحية.

وقد طوّرت هذا الاختبار شركة “Ziwig” الفرنسية، وحصل على موافقة هيئة الصحة الفرنسية في الخريف الماضي، كما سيتم تعويض تكلفته من قبل نظام الضمان الاجتماعي الفرنسي. 

سنوات من المعاناة قبل التشخيص

وكان تشخيص التهاب بطانة الرحم المهاجرة قبل هذا الاكتشاف، يستغرق ما بين 7 و10 سنوات في المتوسط، وغالبًا ما يتم عن طريق الصدفة بعد معاناة طويلة من الألم والانتقال متن عيادة إلى أخرى.

ويُعد هذا المرض المزمن من أبرز المشكلات الصحية النسائية، إذ يتسبب في آلام حادة أثناء الحيض، فضلًا عن مشكلات في الخصوبة، دون توفر علاج نهائي له حتى اليوم. 

إيريك بيتي، أخصائي أشعة، أوضح مدى تأثير المرض قائلًا: “الأمر لا يقتصر على الألم فحسب، بل يمكن أن يؤدي في 30% من الحالات إلى مشكلات في الخصوبة”.

وأضاف خلال حديثه مع إحدى المريضات: “نتائج اختبارك إيجابية، وهذا يؤكد صحة الأعراض التي تعانين منها، والتي تعيق حياتك اليومية، بل منعتك حتى من الذهاب إلى المدرسة خلال فترات الألم الشديد”. 

أما أنابيل كانتين، التي تعاني من المرض، فتحدثت عن التحول الذي أحدثه العلاج في حياتها قائلة: “منذ أن بدأت العلاج، لم أعد أفكر في الأمر على الإطلاق، لأنني لم أعد أشعر بالألم، وأصبحت أقل تأثرًا في حياتي اليومية”. 

تقييم رسمي لتوسيع نطاق الفحوصات

وفقًا لوزيرة الصحة الفرنسية، كاترين فوترين، فإن تكلفة الاختبار تصل إلى 800 يورو لكل امرأة، وأكدت أن الحكومة تتابع نتائجه عن كثب.

وأضافت: “بمجرد حصولنا على النتائج الكاملة للمريضات، ستصدر الهيئة الوطنية الفرنسية للصحة رأيًا نهائيًا حول صلاحية هذا الاختبار، تمهيدًا لإتاحته على نطاق أوسع وضمان تغطية جميع النساء في فرنسا بهذه الفحوصات”. 

ويمثل هذا التطور خطوة كبيرة في مجال الطب النسائي، إذ يعزز فرص الكشف المبكر عن التهاب بطانة الرحم المهاجرة، مما قد يسهم في تحسين حياة ملايين النساء اللواتي يعانين من هذا المرض دون تشخيص دقيق لسنوات طويلة.



Source link

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *